وهل للصائمين غزل

غزل الصائمين
وهل للصائمين غزل أيها الشيخ ؟ نعم للصائمين أنواع وأنواع من الغزل فهم
يتغزلون في رمضان ويعيشون اصفي أوقات الحب في لياليه التي تفيض بالرحمة
والمغفرة ويسألون مولاهم أن
يعتق رقابهم من النار ،
غزل الصائمين سمو بالنفس عن الدنيا رقة بالنهار وتعبد بالليل ، صفاء أرواح
تحلق في ظل رحمات تتنزل في أيام وليال الشهر الفضيل ، شحنات ربانية من
العزيز الغفار يمتن بها
علي عباده الصالحين ، وشلالات من الرحمة تتنزل فتغسل قلوبهم وأنفسهم من
أدران المعصية ، وتضعهم علي أعتاب أبواب التوبة والصراط المستقيم ، يدرك
الأتقياء قدر تلك الأيام
ويعيشون روعة لياليها ، يغازلون النهار بالصوم والإنفاق ويغازلون الليل
بالصلاة والأذكار وتلاوة القرآن ، فهنيئا لهم بهذا الحب الذي يرفعهم عند
ربهم درجات ،
تغازلهم المعاصي فيعرضون عنها ، وتغازلهم الشهوات فيميلون مبتعدين ، وهم
علي صومهم محافظون وثابتون يعلمون أن لا رقيب عليهم إلا الله ولا مقدر
لتقواهم سواه جل في علاه
فهم يخشون الواحد الأحد الحي القيوم في سرهم وحهرهم ، يخشون ناره وعذابه
ويغازلون رحمتة وجناته ، يسألونه أن يعاملهم بالرحمة ويشملهم بالمغفرة ، لا
أن يعاملهم بعدلة
وقسطاسة ، فهم يدركون تقصيرهم ويأملون أن يتغمدهم برحمتة ويشملهم بعفوة ،
وللصائمين حياة يحيونها بنفس روح المحبة والرقي الذي يؤهلهم له الصوم ، فهم
يمارسون الغزل العفيف كطقس يومي مع شركاء حياتهم في سبيل دوام المودة
وتفشي الرحمة في حياتهم
وحياة من حولهم ، فهم يعيشون العبادة بكل تفاصيلها الدقيقة ويمارسون الغزل
بأرقي وأنقي صوره ديدنهم في كل هذا التمسك بالشريعة الغراء واتباع سنة
نبيهم المصطفى صلى الله
عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن ، كان يقوم ليله ويصوم نهاره ويخرج للجهاد
صائما ، وكان كالريح المرسلة في رمضان من كثرة بذلة وإنفاقة ، ومع كل هذا
كان رفيقا رقيقا مع أهل
بيته فيقبلهم ويغازلهم في نهار رمضان ، فهل بعد كل ما سبق ننكر أن للصائمين
غزل ؟